الخميس، ١٧ جمادى الأولى ١٤٣٢ هـ

تكرار السؤال قبل الأفعال

Willow Rd forest


منذ فترة قرأت لمدون أمريكي عن أسلوب يتبعه قبل شراء أي شيء، وهو أنه يسأل نفسه خمسة مرات قبل الإقدام على شرائه عما إذا كان يحتاجه بالفعل.

أعجبتني الفكرة ونفذتها بالفعل لفترة، لا سيما وأنا أتجول في المكتبات. والهدف من تكرار السؤال هو التغلب على الشراء الانفعالي غير الواعي، حيث أن السؤال الأول قد تأتيه إجابة انفعالية سريعة. مثلاً، أنا أرى كتاباً شديد الإغراء أمامي:

- السؤال الأول: لماذا تريد شراء هذا الكتاب؟
- الإجابة: لأن موضوعه هام جداً وأنا أريد الاطلاع عليه.

الآن لو توقفت عند هذا السؤال فالأمر يبدو مقنعاً جداً وسوف أخرج من المكتبة حاملاً هذا الكتاب الجديد. لكن علي أن أستمر في هذا الاستجواب الذاتي:

- السؤال الثاني: أليس لديك عدد هائل من الكتب غير المقروءة في بيتك؟ لم إذن تضيف كتاباً جديداً قبل أن تنهيها؟
- الإجابة: لأن هذا الكتاب بالذات هام جداً وليس عندي كتب أخرى تتناول نفس هذا الموضوع من هذه الوجهة.

- السؤال الثالث: يعني أنت متأكد أنك سوف تبدأ قراءة هذا الكتاب الآن؟
- الإجابة: (بعض التردد) أااا... ربما.

- السؤال الرابع: طيب ما دمت متحمساً هكذا للقراءة فلم لا تنتهي من الكتب الأخرى أولاً ثم تشتري هذا الكتاب لاحقاً، فهو سيظل متاحاً دائماً حينما تفرغ مما لديك وتحتاج إلى كتاب جديد.
- الإجابة: هذا رأي وجيه والله! فعلاً ما زالت عندي كتب كثيرة.

- السؤال الخامس: لم إذن لا تعيد هذا الكتاب إلى الرف وتوفر مالك وتخرج الآن من هذه المكتبة؟
- الإجابة: حاضر!

بالطبع الأمر لا يستغرق كل هذا الوقت! قد تكون الأسئلة الخمسة هي كلمة واحدة مكررة، مثلاً: "متأكد أنك تحتاج هذه السلعة/الكتاب الآن؟"، ثم تكرر التساؤل على مسامع نفسك: "متأكد؟" .. "متأكد؟" .. "متأكد؟"...!

الذي يحدث أنك مع كل تأجيل للفعل والحوار الداخلي السريع الذي يلح عليك أن تتمهل تبدأ الرغبة الانفعالية في التملك في التواري ونعطي فرصة للعقل الهاديء أن يعود إلى مقعد القيادة!

ولقد نسيت هذه الحيلة لفترة طويلة. ثم عادت تذكرني بنفسها في رادء جديد، في موضوع جديد قرأته لكاتب آخر يقول أنه يسأل نفسه ثلاثة مرات قبل كل فعل عن جدوى ما يفعل وسبب إقدامه عليه.

قلت لنفسي هذه حيلة رائعة تلح علي من جديد أن أعود إليها، ولكن على أن أتوسع في استخدامها بما لا يقتصر فقط على الشراء، ولكن على كل نوع من "الإنفاق"، إنفاق المال أو إنفاق الجهد أو إنفاق الوقت!

ورأيت أن حصر مرات السؤال في ثلاثة مرات في كل الأحوال هو قاعدة سهلة بسيطة يمكن استخدامها دائماً لتهدئة النفس ومراجعة حقيقة ما نفعل وإعادة العقل إلى دوره القيادي المطلوب.

تصور مثلاً أنك تجلس أمام الانترنت وتقلب في صفحات الفيس بوك أو التويتر وتقفز بين المدونات والصفحات. بعد مرور ربع ساعة تتذكر الحيلة، تسأل نفسك ثلاثة مرات:
- هل ما تفعله الآن يعود عليك بفائدة؟
- هل يمكن أن تفعل شيئاً آخر أجدى نفعاً؟
- هل يمكن أن تركز في القراءة على مادة واحدة مفيدة بدلاً من تضييع ساعة في الاطلاع على أشياء كثيرة متعددة دون تركيز؟

تعال نجرب ذلك معاً، نتوقف ونتساءل ثلاثة مرات عن جدوى كل فعل نفعله، ولماذا نفعله هو بدلاً من شيء آخر، ولماذا نفعله بهذه الطريقة وليس بأسلوب آخر أكثر نفعاً. ما رأيك؟

Share/Bookmark

الأحد، ٢٩ ربيع الآخر ١٤٣٢ هـ

هل تستفيد من القراءة على الانترنت؟

لعلك تقرأ العديد من المقالات يومياً على الانترنت وفي المدونات، ولعل الكثير من الأفكار التي تمر عليك في قراءاتك أفكار مفيدة بالفعل. ولعل هذه الفكرة الجميلة الواعدة والمبشرة بالخير تتكرر وتعيد الإلحاح عليك مرة بعد أخرى، وفي كل مرة تعجبك الفكرة كثيراً ويحدثك صوت داخلي أن عليك أن تفعلها، ولكن...! 

ولكنك لا تفعل شيئاً! تضيء في رأسك شرارة الرغبة في الاستفادة مما تتعلم ثم تنطفيء هذه الشرارة بسرعة الضوء، وتترك بعدها ظلاماً دامساً وتضيع الأفكار في غياهب النسيان.

لماذا لا تنشئ مدونة، قد تجعلها متاحة للجميع وقد تجعلها خاصة لا يستطيع الاطلاع عليها إلا أنت، على أن تصاحبك هذه المدونة في قراءاتك على الانترنت؟ الميزة في إنشاء مدونة لهذا الغرض أنها من نفس جنس المقروء وباستخدام الوسيلة ذاتها في القراءة. قد يكون ذلك أفضل كثيراً من الاحتفاظ بمقال جيد قرأته في قائمة المفضلات، والتي لا تعود إليها أبداً بالطبع، أليس كذلك؟!

إذا قرأت مقالاً يحتوي على فكرة جديرة بالتجربة، احتفظ برابط المقال وحدد الفكرة التي جذبت انتباهك. في نهاية كل شهر قم بمراجعة مقالات وأفكار الشهر وابدأ في الاستفادة الفعلية من هذه الأفكار وتجربتها. 

Share/Bookmark

Subscribe via email

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner