الجمعة، ٣٠ جمادى الأولى ١٤٣١ هـ

هل تخنقك غرفتك؟

هل تشعر بالحماسة والرغبة في العمل، ثم تطأ غرفتك فتفتر الحماسة وتشعر بالملل وعدم الرغبة في إنجاز أي شيء؟ أنا مررت كثيراً بهذه التجربة. والسبب معروف: الغرفة غير منظمة. أشياء مختلفة مبعثرة على الأرض هنا وهناك، وكأنها مشردة لا تنتمي إلى بيت واضح وسكن مستقر! الأرفف مزدحمة وفوضوية. أتعتقد أنه في الإمكان الشعور بالطاقة والحماس للعمل في مناخ مثل ذلك؟!

قد ترى الصورة ذاتها في موقع عملك. تجلس إلى مكتبك فتتثاقل رأسك وتتباطأ أفكارك.

Glenco (8)


هل تنتابنا المشاعر ذاتها ونحن نمشي في شارع هاديء نظيف تحفه الأشجار على الجانبين، بالمقارنة بالمشي في شارع مزدحم ملوث سيء التخطيط وقذر؟ الفوضى والتلوث البصري مثبطان للعزيمة وباعثان للهم والكآبة. ومن ثم فلا سبيل للانبساط أو للحياة الإيجابية في بيئة ومناخ مبعثر غير منظم. قد لا نستطيع التحكم في بيئتنا الخارجية كثيراً، لكن حياتنا وبيئتنا الخاصة هي ملك لنا وحدنا، نحن الآمر الناهي ونحن الحاكم والحكم!

لا مفر إذن من تنظيم، أو بالأحرى تبسيط البيئة الصغيرة التي نحيا ونعمل فيها، إذا ما أردنا التخلص من الشعور بالعجز أو عدم الرغبة في العمل حال وجودنا في بيتنا أو مكتبنا.

تبسيط غرفتنا وبيتنا ومكتبنا يعني عدة أشياء:

1. لا توجد أشياء مبعثرة على غير هدى، كل شيء له مكان معلوم يعود إليه طالما هو في حالة سكون ولا نستخدمه في الوقت الحالي.

2. لا توجد أشياء لا نستخدمها أساساً ولا نحتاجها، أشياء نحتفظ بها لمجرد العادة أو لأننا فقط لم نقرر بوضوح ونعترف لأنفسنا أننا لا نستخدمها.

3. إذا كان لكل شيء مكان، وكل شيء في مكانه، فسوف يكون تنظيف المكان أسهل وأسرع. والنظافة تبعث على الراحة النفسية.

هذه قواعد بسيطة وواضحة. كيف نعمل على تطبيقها وجعلها جزءاً عملياً وواقعاً يومياً نعيشه؟ في التدوينة القادمة بإذن الله أقدم أفكاري الخاصة وتجاربي الذاتية في هذا الصدد.

Share/Bookmark

Subscribe via email

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner