الثلاثاء، ١٤ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

ملهاة الكثرة

"ما قل وكفى خير مما كثر وألهى" حديث نبوي

دائماً ما يبهرني هذا الحديث. فهو يوجز فلسفة البساطة وحكمتها جميعاً في أقل كلمات. أليس هذا من تجليات البساطة أيضاً، ما قل ودل؟! فالبساطة لا تعني "النقص"، بل تعني التمام دون زوائد لا داعي لها. ومن ثم فإن دقة التعبير وحسن اختيار الكلمات التي تصيب المعنى دون لغو وزيادة هو حكمة البساطة الحقيقية.

أتأمل في المقطع الثاني من هذا الحديث، فهو يعطيك علة تجنب الكثرة. فالكثرة سوف تلهيك عن الأشياء ذاتها التي تريد استخدامها.

في تجربة بالغة الأهمية تم تقسيم جماعة من الأطفال إلى مجموعتين. تم تزويد إحداهما بلعب كثيرة جداً، والأخرى بعدد أقل من اللعب. وكانت النتيجة - رائعة الدلالة - أن الأطفال الحاصلين على عدد أقل من الاختيارات كانوا أكثر استمتاعاً وانهماكاً في اللعب، بينما بدت المجموعة الثانية بائسة حائرة أمام هذا الكم الهائل من الاختيارات!

هذا مربط الفرس كما يقال: كثرة الاختيارات في الواقع سوف "تلهيك" ولا "تكفيك".

Share/Bookmark

هناك ٣ تعليقات:

  1. من خبرتي مع أولادي، أتفق معك في أن كثرة اللعب تقلل من إستمتاعهم بها، كما أنهم يصابون بالملل سريعًا.

    لذلك توصلت معهم إلى إتفاق، منذ سنة تقريبا، بشراء لعبة واحدة فقط شهريًا، وأنوي أن اجعلها كل شهرين مع بداية السنة الدراسية القادمة.

    ردحذف
  2. د. عز الدين
    شكرا على هذه المعلومة العملية من واقع خبرة حياتية! إن تربية الابناء يجب أن تكون مبنية على العلم وعلى النظرة طويلة الامد لبناء شخصيتهم.

    ردحذف
  3. جزاك الله خيرا مقالاتك مفيدة وممتعة

    ردحذف

Subscribe via email

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner